فصل: باب: فِدْيَةِ الْيَرْبُوعِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السنن الكبير ***


باب‏:‏ مَا يَفْعَلُ مَنْ فَاتَهُ الْحَجُّ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ حَدَّثَنِى عَمِّى جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا‏:‏ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ النَّحْرِ مِنَ الْحَاجِّ فَوَقَفَ بِجِبَالِ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ فَلْيَأْتِ الْبَيْتَ فَلْيَطُفْ بِهِ سَبْعًا وَيَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا ثُمَّ لْيَحْلِقْ أَوْ يُقَصِّرْ إِنْ شَاءَ وَإِنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيُهُ فَلْيَنْحَرْهُ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ وَسَعْيِهِ فَلْيَحْلِقْ أَوْ يُقَصِّرْ ثُمَّ لْيَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ فَإِنْ أَدْرَكَهُ الْحَجُّ قَابِلً فَلْيَحُجَّ إِنِ اسْتَطَاعَ وَلْيُهْدِ في حَجَّهِ فَإِن لَمْ يَجِدْ هَدْيًا فَلْيَصُمْ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ في الْحَجِّ وَسَبْعَةً إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا وَأَبُو وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا وَأَبُو بَكْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ‏:‏ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِىَّ رضي الله عنه خَرَج حَاجًّا حَتَّى إِذَا كَانَ بِالنَّازِيَةِ مِنْ طَرِيقِ مَكَّةَ أَضَلَّ رَوَاحِلَهُ ثُمَّ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَوْمَ النَّحْرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرَ‏:‏ اصْنَعْ كَمَا يَصْنَعُ الْمُعْتَمِرُ ثُمَّ قَدْ حَلَلْتَ فَإِذَا أَدْرَكَكَ الْحَجُّ قَابِلً فَاحْجُجْ وَأَهْدِ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْىِ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ‏:‏ أَنَّ هَبَّارَ بْنَ الأَسْوَدِ جَاءَ يَوْمَ النَّحْرِ وَعُمَرُ رضي الله عنه يَنْحَرُ فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْطَأْنَا كُنَّا نَرَى أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏:‏ اذْهَبْ إِلَى مَكَّةَ فَطُفْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ ثُمَّ انْحَرْ هَدْيًا إِنْ كَانَ مَعَكَ ثُمَّ احْلِقُوا أَوْ قَصِّرُوا وَارْجِعُوا فَإِذَا كَانَ حَجٌّ قَابِلٌ فَحُجُّوا وَأَهْدُوا فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ في الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعَ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىُّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ فَاتَهُ الْحَجُّ قَالَ‏:‏ يُهِلُّ بِعُمْرَةٍ وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ ثُمَّ خَرَجْتُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ فَاتَهُ الْحَجُّ قَالَ‏:‏ يُهِلُّ بِعُمْرَةٍ وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ كَذَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ‏.‏

وَكَذَلِكَ رُوِىَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ وَرُوِىَ عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِىِّ عَنْهُ فَقَالَ‏:‏ وَيُهْرِيقُ دَمًا‏.‏ وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ‏:‏ يَحِلُّ بِعُمْرَةٍ وَيَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ هَدْىٌ‏.‏ قَالَ فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةٍ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ رضي الله عنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُفْيَانُ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ‏.‏ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ كَمَا أَخْبَرَنَا وَرَوَاهُ شُعْبَةُ كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةِ الضَّبِّىِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه قَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ قَالَ عُمَرُ‏:‏ اجْعَلْهَا عُمْرَةً وَعَلَيْكَ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ قَالَ الأَسْوَدُ‏:‏ مَكَثْتُ عِشْرِينَ سَنَةً ثُمَّ سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِىُّ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه وَجَاءَهُ رَجُلٌ في وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ طُفْ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَعَلَيْكَ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ وَلَمْ يَذْكُرْ هَدْيًا‏.‏ هَذِهِ الرِّوَايَةُ وَمَا قَبْلَهَا عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه مُوتَصِلَتَانِ وَرِوَايَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْهُ مُنْقَطِعَةٌ

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ الْحَدِيثُ الْمُوتَصِلُ عَنْ عُمَرَ يُوَافِقُ حَدِيثَنَا عَنْ عُمَرَ وَيَزِيدُ حَدِيثُنَا عَلَيْهِ الْهَدْىَ وَالَّذِى يَزِيدُ في الْحَدِيثِ أَوْلَى بِالْحِفْظِ مِنَ الَّذِى لَمْ يَأْتِ بِالزِّيَادِةِ وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ كَمَا قُلْنَا مُوتَصِلاً وَفِى رِوَايَةِ إِدْرِيسَ الأَوْدِىِّ إِنْ صَحَّتْ وَيُهْرِيقُ دَمًا وَهِىَ تَشْهَدُ لِرِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ بِالصَّحَةِ وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ هَبَّارِ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ فَاتَهُ الْحَجُّ فَذَكَرَهُ مَوْصُولاً وَرُوِّينَا في قِصَّةِ حُزَابَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ مَا دَلَّ عَلَى وُجُوبُ الْهَدْىِ وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ نَسِىَ شَيْئًا مِنْ نُسُكِهِ أَوْ تَرَكَهُ فَلْيُهْرِقْ دَمًا‏.‏

باب‏:‏ خَطَإِ النَّاسِ يَوْمَ عَرَفَةَ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْبَشِيرِىُّ مِنْ أَوْلاَدِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ‏:‏ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاءُ الْهَرَوِىُّ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ فِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ وَكُلُّ جَمْعٍ مَوْقِفٌ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا وَرُوِىَ بَعْضُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَرُوِىَ عَنِ الثَّوْرِىِّ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها‏.‏ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْكَرِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏عَرَفَةُ يَوْمَ يُعَرِّفُ الإِمَامُ وَالأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّى الإِمَامُ وَالْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ الإِمَامُ‏.‏ مُحَمَّدُ هَذَا يُعْرَفُ بِالْفَارِسِىِّ وَهُوَ كُوفِىٌّ قَاضِى فَارِسَ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ سُفْيَانَ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ السَّفَّاحِ بْنِ مَطَرٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يَوْمُ عَرَفَةَ الْيَوْمُ الَّذِى يُعَرِّفُ النَّاسُ فِيهِ‏.‏ هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ في الْمَرَاسِيلِ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ‏:‏ رَجُلٌ حَجَّ أَوَّلَ مَا حَجَّ فَأَخْطَأَ النَّاسُ بِيَوْمِ النَّحْرِ أَيَجْزِئُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ نَعَمْ إِى لَعَمْرِى إِنَّهَا لَتَجْزِئُ عَنْهُ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ‏.‏ وَأُرَاهُ قَالَ‏:‏ وَعَرَفَةُ يَوْمَ تَعَرِّفُونَ‏.‏

باب‏:‏ دُخُولِ مَكَّةَ لِغَيْرِ إِرَادَةِ حَجٍّ وَلاَ عُمْرَةٍ

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏(‏وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا‏)‏ الآيَةَ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ الْمَثَابَةُ في كَلاَمِ الْعَرَبِ الْمَوْضِعُ يَثُوبُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَيَئُوبُونَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ الذَّهَابِ عَنْهُ وَقَدْ يُقَالُ ثَابَ إِلَيْهِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ السَّقَّاءِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ الأَصْبَهَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأَمَوِىُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِىُّ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِى الْحَجَّاجِ في قَوْلِهِ تَعَالَى ‏(‏وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا‏)‏ قَالَ‏:‏ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ وَيَذْهَبُونَ وَيَرْجِعُونَ لاَ يَقْضُونَ مِنْهُ وَطَرًا‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِى إِيَاسٍ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ ‏(‏مَثَابَةً لِلنَّاسِ‏)‏ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَقْضُونَ مِنْهُ وَطَرًا أَبَدًا ‏(‏وَأَمْنًا‏)‏ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَخَافُ مَنْ دَخَلَهُ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ ‏(‏وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ‏)‏ قَالَ‏:‏ لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِبْرَاهِيمُ ‏(‏أَنَّْ يُؤَذِّنَ في النَّاسِ بِالْحَجِّ قَالَ‏:‏ يَا أُيَّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمُ اتَّخَذَ بَيْتًا وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَحُجُّوهُ فَاسْتَجَابَ لَهُ مَا سَمِعَهُ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ أَكَمَةٍ أَوْ تُرَابٍ أَوْ شَىْءٍ فَقَالُوا‏:‏ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا‏:‏ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ قَابُوسٍ يَعْنِى ابْنَ أَبِى ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ قَالَ‏:‏ رَبِّ قَدْ فَرَغْتُ فَقَالَ‏:‏ أَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ قَالَ‏:‏ رَبِّ وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِى قَالَ أَذِّنْ وَعَلَىَّ الْبَلاَغُ قَالَ‏:‏ رَبِّ كَيْفَ أَقُولُ قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ حَجُّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فَسَمِعَهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَلاَ تَرَى أَنَّهُمْ يَجِيئُونَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ يُلَبُّونَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَابْنُ أَبِى عَدِىٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ فَقَالُوا‏:‏ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه‏:‏ لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ قَالَ‏:‏ أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ قَدِ انْحَدَرَ مِنَ الْوَادِى يُلَبِّى‏.‏ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى عَدِىٍّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْبَكْرِىِّ حَدَّثَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ كَانَ مَوْضِعُ الْبَيْتِ في زَمَنِ آدَمَ شِبْرًا أَوْ أَكْثَرَ عَلَمًا فَكَانَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَحُجُّهُ قَبْلَ آدَمَ ثُمَّ حَجَّ آدَمُ فَاسْتَقْبَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ فَقَالُوا‏:‏ يَا آدَمُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَجَجْتُ الْبَيْتَ فَقَالُوا‏:‏ قَدْ حَجَّتْهُ الْمَلاَئِكَةُ قَبْلَكَ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ حَدَّثَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِى لَبِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِىِّ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ‏:‏ حَجَّ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَقِيَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ فَقَالُوا‏:‏ بُرَّ نُسُكُكَ آدَمُ لَقَدْ حَجَجْنَا قَبْلَكَ بِأَلْفَىْ عَامٍ‏.‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ لَقَدْ سَلَكَ فَجَّ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُجَّاجًا عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ وَلَقَدْ صَلَّى في مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا‏.‏ وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِى ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَا مِنْ نَبِىٍّ إِلاَّ وَقَدْ حَجَّ الْبَيْتَ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ هُودٍ وَصَالِحٍ وَلَقَدْ حَجَّهُ نُوحٌ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الأَرْضِ مَا كَانَ مِنَ الْغَرَقِ أَصَابَ الْبَيْتَ مَا أَصَابَ الأَرْضَ وَكَانَ الْبَيْتُ رَبْوَةً حَمْرَاءَ فَبَعَثَ اللَّهُ هُودًا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَتَشَاغَلَ بِأَمْرِ قَوْمِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَلَمْ يَحُجَّهُ حَتَّى مَاتَ فَلَمَّا بَوَّأَهُ اللَّهُ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَجَّهُ ثُمَّ لَمْ يَبْقَ نَبِىٌّ بَعْدَهُ إِلاَّ حَجَّهُ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ حَجَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في خَمْسِينَ أَلْفًا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ وَهُوَ يُلَبِّى لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ تَعَبُّدًا وَرِقًّا لَبَّيْكَ أَنَا عَبْدُكَ أَنَا لَدَيْكَ لَدَيْكَ يَا كَشَّافَ الْكُرَبِ قَالَ فَجَاوَبَتْهُ الْجِبَالُ

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ وَلَمْ يُحْكَ لَنَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ النَّبِيِّينَ وَلاَ الأُمَمِ الْخَالِينَ‏:‏ أَنَّهُ جَاءَ الْبَيْتَ أَحَدٌ قَطُّ إِلاَّ حَرَامًا وَلَمْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَلِمْنَاهُ إِلاَّ حَرَامًا إِلاَّ في حَرْبِ الْفَتْحِ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَا يَدْخُلُ مَكَّةَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهَا وَلاَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا إِلاَّ بِإِحْرَامٍ‏.‏

وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا‏.‏

باب‏:‏ الرُّخْصَةِ لِمَنْ دَخَلَهَا خَائِفًا لِحَرْبٍ في أَنْ يَدْخُلَهَا بِغَيْرِ إِحْرَامٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ‏:‏ جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِىٍّ المُحَمَّدَابَاذِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ المُحَمَّدَابَاذِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ بِهَرَاةَ في سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ‏:‏ اقْتُلُوهُ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ‏:‏ وَلَمْ يَكُنِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا‏.‏ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَغَيْرِهِ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِىِّ وَيَحْيَى وَغَيْرِهِمَا كُلُّهُمْ عَنْ مَالِكٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِىُّ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلاَلٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ‏:‏ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّوسِىُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ أَخْبَرَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ حَدَّثَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِى أَبُو هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى فَتْحِ مَكَّةَ قَالَ فَقَامَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِى وَلاَ لأَحَدٍ بَعْدِى وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَإِنَّهَا سَاعَتِى هَذِهِ‏.‏ وَذَكَرَ بَاقِىَ الْحَدِيثِ أَخْرَجَاهُ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِىِّ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ رَخَّصَ في دُخُولِهَا بِغَيْرِ إِحْرَامٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحَارِبًا

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو‏:‏ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِقُدَيْدٍ جَاءَهُ خَبَرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ فَدَخَلَ مَكَّةَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ‏.‏ قَالَ وَحَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ قَالَ وَحَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ‏:‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَدْخُلُ مَكَّةَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ فَقَالَ‏:‏ لاَ أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمٍ أَخْبَرَنِى يَحْيَى أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى قَتَادَةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَهَلُّوا بِعُمْرَةٍ غَيْرِى قَالَ فَاصْطَدْتُ حِمَارَ وَحْشٍ فَأَطْعَمْتُ أَصْحَابِى وَهُمْ مُحْرِمُونَ ثُمَّ أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم فَأَنْبَأْتُهُ أَنَّ عِنْدَنَا مِنْ لَحْمِهِ فَاضِلَةً قَالَ‏:‏ كُلُوهُ‏.‏ وَهُمْ مُحْرِمُونَ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏.‏

وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْقَاحَةِ وَمِنَّا الْمُحْرِمُ وَغَيْرُ الْمُحْرِمِ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ لَمْ يَرَ الْقَضَاءَ عَلَى مَنْ دَخَلَهَا بِغَيْرِ إِحْرَامٍ

اسْتِدْلاَلاً بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ الطَّابِرَانِىُّ بِهَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى حَفْصَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَبِى سِنَانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ كُلَّ عَامٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ بَلْ حَجَّةٌ فَمَنْ حَجَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ تَطَوَّعٌ وَلَو قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَسْمَعُوا وَلَمْ تُطِيعُوا‏.‏ وَقَدْ مَضَى حَدِيثُ سُرَاقَةَ في الْعُمْرَةِ‏.‏

باب‏:‏ حَجِّ الصَّبِىِّ يَبْلُغُ وَالْمَمْلُوكِ يُعْتَقُ وَالذِّمِّىِّ يُسْلِمُ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِىٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِىُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ السَّبِيعِىُّ عَنْ أَبِى السَّفَرِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ أَسْمِعُونِى مَا تَقُولُونَ وَافْهَمُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ أَلاَ لاَ تَخْرُجُوا فَتَقُولُوا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيُّمَا غُلاَمٍ حَجَّ بِهِ أَهْلُهُ فَبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ فَإِنْ مَاتَ فَقَدْ قَضَى حَجَّتَهُ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ مَمْلُوكٍ حَجَّ بِهِ أَهْلُهُ فَيُعْتَقُ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ وَإِنْ مَاتَ فَقَدْ قَضَى حَجَّتَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ قَالَ‏:‏ أَيُّمَا صَبِىٍّ حَجَّ ثُمَّ بَلَغَ الْحِنْثَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَحُجَّ حَجَّةً أُخْرَى وَأَيُّمَا أَعْرَابِىٍّ حَجَّ ثُمَّ هَاجَرَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَحُجَّ حَجَّةً أُخْرَى وَأَيُّمَا عَبْدٌ حَجَّ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى قَالَ الْقَاضِى حَدَّثَنَا بِهِ مَرْفُوعًا قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ تَفَرَّدَ بِرَفْعِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ شُعْبَةَ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ شُعْبَةَ مَوْقُوفًا‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنِ الأَعْمَشِ مَوْقُوفًا وَهُوَ الصَّوَابُ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عَقِيلٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِى حَازِمٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدِ ابْنَىْ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِمَا جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لَوْ حَجَّ صَغِيرٌ حَجَّةً لَكَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةٌ إِذَا بَلَغَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً‏.‏ وَذَكَرَ بَاقِىَ الْحَدِيثِ في الْعَبْدِ وَالأَعْرَابِىِّ عَلَى هَذَا النَّسَقِ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ وَحَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ ضَعِيفٌ‏.‏

وَرُوِّينَا عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِىِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ في مَمْلُوكٍ أَهَلَّ بِالْحَجِّ ثُمَّ عُتِقَ قَالاَ‏:‏ إِنْ أُعْتِقَ بِعَرَفَةَ أَجْزَأَهُ وَإِنْ أُعْتِقَ بِجَمْعٍ فَكَانَ في مُهَلٍّ فَلْيَرْجِعْ إِلَى عَرَفَةَ وَيَجْزِيهِ‏.‏

باب‏:‏ النِّيَابَةِ في الْحَجِّ عَنِ الْمَعْضُوبِ وَالْمَيِّتِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ قَالَ قِرَاءَةٌ عَلَى أَبِى الْيَمَانِ أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ أَبِى حَمْزَةَ أَخْبَرَهُ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ أَرْدَفَ النبي صلى الله عليه وسلم الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ وَكَانَ الْفَضْلُ رَجُلاً وَضِيئًا فَوَقَفَ النبي صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ يُفْتِيهِمْ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ وَضِيئَةٌ تَسْتَفْتِى النبي صلى الله عليه وسلم فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا فَالْتَفَتَ النبي صلى الله عليه وسلم إِلَى الْفَضْلِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِذَقَنِ الْفَضْلِ فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا فَقَالَتْ تِلْكَ الْخَثْعَمِيَّةُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ في الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِى شَيْخًا كَبِيرًا لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِىَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَهَلْ يَقْضِى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ‏؟‏ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏نَعَمْ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى الْيَمَانِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَعَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ وَاللَّفْظُ لِعَلِىٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِىُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ سَأَلَتِ النبي صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ جَمْعٍ وَالْفَضْلُ رَدِيفُهُ فَقَالَتْ‏:‏ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِى شَيْخًا كَبِيرًا لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ قَالَ عَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ قَالَ سُفْيَانُ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَزِيدُ فِيهِ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَبْلَ أَنْ يَرَى ابْنَ شِهَابٍ قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ كَذَلِكَ لَوْ كَانَ عَلَى أَحَدِكُمُ الدَّيْنُ فَقَضَيْتِيهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ‏:‏ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى وَحْشِيَّةَ وَهُوَ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ أَتَى رَجُلٌ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ‏:‏ إِنَّ أُخْتِى نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ وَإِنَّهَا مَاتَتْ فَقَالَ لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ‏.‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَاقْضُوا اللَّهَ فَهُوَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِى إِيَاسٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دُعَامَةَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ يُهِلُّ يَقُولُ‏:‏ لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ عَنْ شُبْرُمَةَ فَقَالَ‏:‏ وَمَنْ شُبْرُمَةُ قَالَ‏:‏ أَوْصَى أَنْ يَحُجَّ عَنْهُ فَقَالَ‏:‏ أَحَجَجْتَ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ قَالَ‏:‏ فَابْدَأْ أَنْتَ فَاحْجُجْ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ احْجُجْ عَنْ شُبْرُمَةَ‏.‏ كَذَا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ‏.‏

وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ لَفْظَ الْوَصِيَّةِ وَرُوِّينَاهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا أَنْ يَحُجَّ الرَّجُلُ عَنْ أَبِيهِ وَإِنْ لَمْ يُوصِ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِى عِيسَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِى ابْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَاعِ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاَثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ الْمَيِّتَ وَالْحَاجَّ عَنْهُ وَالْمُنْفِذَ ذَلِكَ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ أَبُو مَعْشَرٍ هَذَا نَجِيحٌ السِّنْدِىُّ مَدَنِىٌّ ضَعِيفٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ الْخَسْرُوجِرْدِىُّ قَالاَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَسْرُوجِرْدِىُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِىُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا زَاجِرُ بْنُ الصَّلْتِ الطَّاحِىُّ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ في رَجُلٍ أَوْصَى بِحَجَّةٍ‏:‏ كُتِبَتُ لَهُ أَرْبَعُ حُجَجٍ حَجَّةٌ لِلَّذِى كَتَبَهَا وَحَجَّةٌ لِلَّذِى أَنْفَذَهَا وَحَجَّةٌ لِلَّذِى أَخَذَهَا وَحَجَّةٌ لِلَّذِى أَمَرَ بِهَا‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ زِيَادُ بْنُ سُفْيَانَ هَذَا مَجْهُولٌ وَالإِسْنَادُ ضَعِيفٌ وَقَدْ رُوِىَ في الْحَجِّ عَنِ الأَبَوَيْنِ أَخْبَارٌ بِأَسَانِيدَ ضَعِيفَةٍ فَتَرَكْتُهَا وَفِى بَعْضِ مَا رُوِّينَا كِفَايَةٌ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ‏.‏

باب‏:‏ قَتْلُ الْمُحْرِمِ الصَّيْدَ عَمْدًا أَوْ خَطَأً

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُرَيْرٍ الْبَصْرِىِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ‏:‏ إِنِّى أَجْرَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِى فَرَسَيْنِ لَنَا نَسْتَبِقُ إِلَى ثُغْرَةِ ثَنِيَّةٍ فَأَصَبْنَا ظَبْيًا وَنَحْنُ مُحْرِمَانِ فَمَاذَا تَرَى في ذَلِكَ‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ‏:‏ تَعَالَ حَتَّى أَحْكُمُ أَنَا وَأَنْتَ قَالَ فَحَكَمَا عَلَيْهِ بِعَنْزٍ وَذَكَرَ بَاقِىَ الْحَدِيثِ قَالَ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِىِّ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ أَنَّ مُحْرِمًا أَلْقَى جُوَالِقَ فَأَصَابَ يَرْبُوعًا فَقَتَلَهُ فَقَضَى فِيهِ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه بِجَفْرٍ أَوْ جَفْرَةٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ‏(‏لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا‏)‏ قَالَ قُلْتُ لَهُ‏:‏ فَمَنْ قَتَلَهُ خَطَأً أَيُغَرَّمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ يُعَظِّمُ بِذَلِكَ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَمَضَتْ بِهِ السُّنَنُ‏.‏ قَالَ وَأَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ قَالَ وَأَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ وَسَعِيدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ النَّاسَ يَغْرَمُونَ في الْخَطَإِ‏.‏

وَرُوِّينَا عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِىِّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يُحْكَمُ عَلَيْهِ في الْخَطَإِ وَالْعَمْدِ‏.‏ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ يُحْكَمُ عَلَى الْمُحْرِمِ في الْخَطَإِ‏.‏ وَعَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَحْكُمُ عَلَيْهِ في الْخَطَإِ وَالْعَمْدِ‏.‏ وَرُوِّينَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ أَنَّهُ قَالَ في قَوْلِهِ ‏(‏عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ‏)‏ قَالَ‏:‏ عَمَّا كَانَ في الْجَاهِلِيَّةِ ‏(‏وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ‏)‏ قَالَ‏:‏ وَمَنْ عَادَ في الإِسْلاَمِ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَعَلَيْهِ في ذَلِكَ الْكَفَّارَةُ، وَعَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ يُحْكَمُ عَلَيْهِ كُلَّمَا أَصَابَ‏.‏

جماع‏:‏ أَبْوَابِ جَزَاءِ الصَّيْدِ

باب‏:‏ جَزَاءِ الصَّيْدِ بِمِثْلِهِ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الأَدِيبُ الْبِسْطَامِىُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِخَسْرُوجِرْدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ أَخْبَرَنِى هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ هُوَ ابْنُ عُمَيْرٍ سَمِعَ قَبِيصَةَ بْنَ جَابِرٍ الأَسَدِىَّ قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَكَثُرَ مِرَاؤُنَا وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ أَيُّهُمَا أَسْرَعُ شَدًّا الظَّبْىُ أَمِ الْفَرَسُ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَنَحَ لَنَا ظَبْىٌ وَالسُّنُوحُ هَكَذَا يَقُولُ‏:‏ مَرَّ يُجَزُّ عَنَّا عَنِ الشِّمَالِ قَالَهُ هَارُونُ بِالتَّشْدِيدِ فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنَّا بِحَجَرٍ فَمَا أَخْطَأَ خُشَشَاءَهُ فَرَكِبَ رَدْعَهُ فَقَتَلَهُ فَأُسْقِطَ في أَيْدِينَا فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ انْطَلَقْنَا إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه بِمِنًى فَدَخَلْتُ أَنَا وَصَاحِبُ الظَّبْىِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَذَكَرَ لَهُ أَمْرَ الظَّبْىِ الَّذِى قَتَلَ وَرُبَّمَا قَالَ فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ أَنَا وَصَاحِبُ الظَّبْىِ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ عَمْدًا أَصَبْتَهُ أَمْ خَطَأً‏؟‏ وَرُبَّمَا قَالَ فَسَأَلَهُ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ كَيْفَ قَتَلْتَهُ عَمْدًا أَمْ خَطَأً‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لَقَدْ تَعَمَّدْتُ رَمْيَهُ وَمَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ زَادَ رَجُلٌ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ لَقَدْ شَرَكَ الْعَمْدُ الْخَطَأَ ثُمَّ اجْتَنَحَ إِلَى رَجُلٍ وَاللَّهِ لَكَأَنَّ وَجْهَهُ قُلْبٌ يَعْنِى فِضَّةً وَرُبَّمَا قَالَ‏:‏ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ فَكَلَّمَهُ سَاعَةً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى صَاحِبِى فَقَالَ لَهُ‏:‏ خُذْ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ فَأَهْرِقْ دَمَهَا وَأَطْعِمْ لَحْمَهَا وَرُبَّمَا قَالَ فَتَصَدَّقْ بِلَحْمِهَا وَاسْقِ إِهَابَهَا سِقَاءً فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ أَقْبَلْتُ عَلَى الرَّجُلِ فَقُلْتُ لَهُ أَيُّهَا الْمُسْتَفْتِى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ فُتْيَا ابْنِ الْخَطَّابِ لَنْ تُغْنِىَ عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَاللَّهِ مَا عَلِمَ عُمَرُ حَتَّى سَأَلَ الَّذِى إِلَى جَنْبِهِ فَانْحَرْ رَاحِلَتَكَ فَتَصَدَّقْ بِهَا وَعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ قَالَ فَنَمَا هَذَا ذُو الْعُوَيْنَتَيْنِ إِلَيْهِ وَرُبَّمَا قَالَ فَانْطَلَقَ ذُو الْعُوَيْنَتَيْنِ إِلَى عُمَرَ فَنَمَاهَا إِلَيْهِ وَرُبَّمَا قَالَ فَمَا عَلِمْتُ بِشَىْءٍ وَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ إِلاَّ بِهِ يَضْرِبُ بِالدِّرَّةِ عَلَىَّ وَقَالَ مَرَّةً عَلَى صَاحِبِى صُفُوقًا صُفُوقًا ثُمَّ قَالَ‏:‏ قَاتَلَكَ اللَّهُ تَعَدَّى الْفُتْيَا وَتَقْتُلُ الْحَرَامَ وَتَقُولُ‏:‏ وَاللَّهِ مَا عَلِمَ عُمَرُ حَتَّى سَأَلَ الَّذِى إِلَى جَنْبِهِ أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ‏(‏يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ‏)‏ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَىَّ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ رِدَائِى وَرُبَّمَا قَالَ ثَوْبِى فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّى لاَ أُحِلُّ لَكَ مِنِّى أَمْرًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ فَأَرْسَلَنِى ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَىَّ فَقَالَ‏:‏ إِنِّى أَرَاكَ شَابًّا فَصِيحَ اللِّسَانِ فَسِيحَ الصَّدْرِ وَقَدْ يَكُونُ في الرَّجُلِ عَشْرَةُ أَخْلاَقٍ تِسْعٌ حَسَنَةٌ وَرُبَّمَا قَالَ صَالِحَةٌ وَوَاحِدَةٌ سَيِّئَةٌ فَيُفْسِدُ الْخُلُقُ السَّيِّئُ التِّسْعَ الصَّالِحَةَ فَاتَّقِ طَيْرَاتِ الشَّبَابِ‏.‏ قَالَ ابْنُ أَبِى عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ‏:‏ وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ‏:‏ مَا تَرَكْتُ مِنْهُ أَلِفًا وَلاَ وَاوًا‏.‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ الصَّنْعَانِىُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِىُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الأَسَدِىِّ قَالَ‏:‏ كُنْتُ مُحْرِمًا فَرَأَيْتُ ظَبْيًا فَرَمَيْتُهُ فَأَصَبْتُ خُشَّاءَهُ يَعْنِى أَصْلَ قَرْنِهِ فَمَاتَ فَوَقَعَ في نَفْسِى مِنْ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَسْأَلُهُ فَوَجَدْتُ إِلَى جَنْبِهِ رَجُلاً أَبْيَضَ رَقِيقَ الْوَجْهِ وَإِذَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَسَأَلْتُ عُمَرَ فَالْتَفَتَ إِلَىَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ‏:‏ تَرَى شَاةً تَكْفِيهِ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ فَأَمَرَنِى أَنْ أَذْبَحَ شَاةً فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ صَاحِبٌ لِى‏:‏ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يُفْتِيَكَ حَتَّى سَأَلَ الرَّجُلَ فَسَمِعَ عُمَرُ رضي الله عنه بَعْضَ كَلاَمِهِ فَعَلاَهُ بِالدِّرَّةِ ضَرْبًا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَىَّ لِيَضْرِبَنِى فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّى لَمْ أَقُلْ شَيْئًا إِنَّمَا هُوَ قَالَهُ قَالَ فَتَرَكَنِى ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَرَدْتَ أَنْ تَقْتُلَ الْحَرَامَ وَتَتَعَدَّى الْفُتْيَا ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‏:‏ إِنَّ في الإِنْسَانِ عَشْرَةَ أَخْلاَقٍ تِسْعَةٌ حَسَنَةٌ وَوَاحِدَةٌ سَيِّئَةٌ وَيُفْسِدُهَا ذَلِكَ السَّيِّئُ ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَإِيَّاكَ وَعَثَرَةَ الشَّبَابِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو حَرِيزٍ قَالَ‏:‏ أَصَبْتُ ظَبْيًا وَأَنَا مُحْرِمٌ فَأَتَيْتُ عُمَرَ رضي الله عنه فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ‏:‏ ائْتِ رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِكَ فَلْيَحْكُمَا عَلَيْكَ فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا رضي الله عنهمَا فَحَكَمَا عَلَىَّ تَيْسًا أَعْفَرَ‏.‏

زَادَ فِيهِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ وَأَنَا نَاسٍ لإِحْرَامِى‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ أَخْبَرَنَا مُخَارِقٌ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَأَوْطَأَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَرْبَدُ ضَبًّا فَفَزَرَ ظَهْرَهُ فَقَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَسَأَلَهُ أَرْبَدُ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ احْكُمْ يَا أَرْبَدُ فَقَالَ‏:‏ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَعْلَمُ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ إِنَّمَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَحْكُمَ فِيهِ وَلَمْ آمُرُكَ أَنْ تُزَكِّيَنِى‏.‏ فَقَالَ أَرْبَدُ‏:‏ أَرَى فِيهِ جَدْيًا قَدْ جَمَعَ الْمَاءَ وَالشَّجَرَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ فَذَاكَ فِيهِ‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ النَّعَامِ وَبَقَرِ الْوَحْشِ وَحِمَارِ الْوَحْشِ

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ إِنْ قَتَلَ نَعَامَةً فَعَلَيْهِ بَدَنَةٌ مِنَ الإِبِلِ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِىُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في حَمَامِ الْحَرَمِ‏:‏ في الْحَمَامَةِ شَاةٌ وَفِى بَيْضَتَيْنِ دِرْهَمٌ وَفِى النَّعَامَةِ جَزُورٌ وَفِى الْبَقَرَةِ بَقَرَةٌ وَفِى الْحِمَارِ بَقَرَةٌ‏.‏ وَرَوَى الشَّافِعِىُّ عَنْ سَعِيدٍ وَرَوَى الشَّافِعِىُّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ في بَقَرَةِ الْوَحْشِ بَقَرَةٌ وَفِى الإِبِلِ بَقَرَةٌ‏.‏ وَهُوَ فِيمَا أَجَازَ لي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رِوَايَتَهُ عَنْهُ عَنْ أَبِى الْعَبَّاسِ عَنِ الرَّبِيعِ عَنِ الشَّافِعِىِّ‏.‏ وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ الشَّافِعِىِّ وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ الشَّافِعِىِّ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِىِّ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ رضي الله عنهمْ قَالُوا في النَّعَامَةِ يَقْتُلُهَا الْمُحْرِمُ‏:‏ بَدَنَةٌ مِنَ الإِبِلِ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ‏:‏ هَذَا غَيْرُ ثَابِتٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ وَهُوَ قَوْلُ الأَكْثَرِ مِمَّنْ لَقِيتُ فَبِقَوْلِهِمْ أَنَّ في النَّعَامَةِ بَدَنَةٌ‏.‏ وَبِالْقِيَاسِ قُلْنَا في النَّعَامَةِ بَدَنَةٌ لاَ بِهَذَا‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ وَجِهَةُ ضَعْفِهِ كَوْنُهُ مُرْسَلاً فَإِنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِىَّ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَلَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ وَلاَ عُثْمَانَ وَلاَ عَلِيًّا وَلاَ زَيْدًا وَكَانَ في زَمَنِ مُعَاوِيَةَ صَبِيًّا وَلَمْ يَثْبُتْ لَهُ سَمَاعٌ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِنْ كَانَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْهُ فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ تُوُفِّىَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ إِلاَّ أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِىَّ مَعَ انْقِطَاعِ حَدِيثِهِ عَمَّنْ سَمَّيْنَا مِمَّنْ تَكَلَّمَ فِيهِ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلاَنِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ‏:‏ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِىُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى الْمَلِيحِ الْهُذَلِىِّ‏:‏ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْمُحْرِمِ يُصِيبُ حِمَارَ وَحْشٍ أَوْ نَعَامَةٍ أَوْ بَيْضَ نَعَامَةٍ وَعَنِ الْجَرَادَةِ يُصِيبُهَا الْمُحْرِمُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ‏:‏ أَمَّا الْمُحْرِمُ يُصِيبُ حِمَارَ وَحْشٍ فَفِيهِ بَدَنَةٌ وَفِى النَّعَامَةِ بَدَنَةٌ وَفِى بَيْضِ النَّعَامَةِ صِيَامُ يَوْمٍ أَوْ إِطْعَامُ مِسْكِينٍ وَأَمَّا الْجَرَادَةُ فَإِنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَصَابَ جَرَادَةً وَهُوَ مُحْرِمٌ فَأَتَى عُمَرَ رضي الله عنه فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ مَا أَعْطَيْتَ عَنْهَا قَالَ‏:‏ أَعْطَيْتُ عَنْهَا دِرْهَمًا فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَهْلَ حِمْصٍ كَثِيرَةٌ دَرَاهِمُكُمْ وَلَتَمْرَةٌ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ جَرَادَةٍ‏.‏ كَذَا في رِوَايَةِ الْمَسْعُودِىِّ‏.‏ وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ في هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ فِيهَا يَعْنِى في النَّعَامَةِ بَدَنَةٌ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِىُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ في النَّعَامَةِ بَدَنَةٌ وَفِى الْبَقَرَةِ بَقَرَةٌ وَفِى الأُرْوِيَّةِ بَقَرَةٌ وَفِى الظَّبْىِ شَاةٌ وَفِى حَمَامِ مَكَّةَ شَاةٌ وَفِى الأَرْنَبِ شَاةٌ وَفِى الْجَرَادَةِ قَبْضَةٌ مِنْ طَعَامٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقُولُ‏:‏ في بَقَرَةِ الْوَحْشِ بَقَرَةٌ وَفِى الشَّاةِ مِنَ الظِّبَاءِ شَاةٌ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ وَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ في النَّعَامَةِ إِذَا قَتَلَهَا الْمُحْرِمُ بَدَنَةٌ‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ الضَّبُعِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّاجِرُ حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ قَالَ‏:‏ لَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الضَّبُعِ أَنَأْكُلُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قُلْتُ أَصَيْدٌ هِىَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ قُلْتُ‏:‏ أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِى ابْنَ مِنْهَالٍ وَسُلَيْمَانُ يَعْنِى ابْنَ حَرْبٍ وَعَاصِمٌ يَعْنِى ابْنَ عَلِىٍّ قَالُوا حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِىَّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الضَّبُعِ فَقَالَ‏:‏ هِىَ صَيْدٌ‏.‏ وَجَعَلَ فِيهَا كَبْشًا إِذَا أَصَادَهَا الْمُحْرِمُ‏.‏ هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ حَجَّاجٍ قَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ إِذَا أَصَادَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ إِذَا أَصَابَهَا‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِىُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الضَّبُعُ صَيْدٌ فَكُلْهَا وَفِيهَا كَبْشٌ مُسِنٌ إِذَا أَصَابَهَا الْمُحْرِمُ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَرَوِىُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ قَضَى في الضَّبُعِ بِكَبْشٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ أَنْزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَبُعًا صَيْدًا وَقَضَى فِيهَا كَبْشًا قَالَ الشَّافِعِىُّ في غَيْرِ رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ وَهَذَا حَدِيثٌ لاَ يَثْبُتُ مِثْلُهُ لَوِ انْفَرَدَ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ وَإِنَّمَا قَالَهُ لاِنْقِطَاعِهِ ثُمَّ أَكَّدَهُ بِحَدِيثِ ابْنِ أَبِى عَمَّارٍ عَنْ جَابِرٍ وَحَدِيثُ ابْنِ أَبِى عَمَّارٍ حَدِيثٌ جَيِّدٌ تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِىُّ سَأَلْتُ عَنْهُ الْبُخَارِىَّ فَقَالَ‏:‏ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ وَقَدْ رُوِىَ حَدِيثُ عِكْرِمَةَ مَوْصُولاً‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقِرْمِيسِينِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّمْلِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى السَّرِىِّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الضَّبُعُ صَيْدٌ‏.‏ وَجَعَلَ فِيهِ كَبْشًا‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ الْمَكِّىِّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرَ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَضَى في الضَّبُعِ بِكَبْشٍ وَفِى الْغَزَالِ بِعَنْزٍ وَفِى الأَرْنَبِ بِعَنَاقٍ وَفِى الْيَرْبُوعِ بِجَفْرَةٍ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِىُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمْ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ‏.‏ وَرَوَاهُ الأَجْلَحُ الْكِنْدِىُّ مَرْفُوعًا وَرَوَاهُ الأَجْلَحُ الْكِنْدِىُّ مَرْفُوعًا وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فِى الضَّبُعِ كَبْشٌ وَفِى الظَّبْىِ شَاةٌ وَفِى الأَرْنَبِ عَنَاقٌ وَفِى الْيَرْبُوعِ جَفْرَةٌ‏.‏ فَقُلْتُ يَعْنِى لأَبِى الزُّبَيْرِ وَمَا الْجَفْرَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْعَظِيمُ يَعْنِى عَظِيمَ الْحِمْلاَنِ‏.‏

تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُ عَنِ الأَجْلَحِ هَكَذَا‏.‏ وَرُوِىَ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ وَرُوِىَ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ لاَ أُرَاهُ إِلاَّ وَقَدْ رَفَعَهُ أَنَّهُ حَكَمَ فَذَكَرَهُ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ عَنِ الأَجْلَحِ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ وَهَذَا أَقْرَبُ مِنَ الصَّوَابِ وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه‏.‏ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِىُّ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ‏:‏ قَضَى عُمَرُ رضي الله عنه في الضَّبُعِ كَبْشًا وَفِى الظَّبْىِ شَاةً وَفِى الأَرْنَبِ جَفْرَةً وَفِى الْيَرْبُوعِ عَنَاقًا كَذَا في كِتَابِى جَفْرَةً في الأَرْنَبِ وَعَنَاقًا في الْيَرْبُوعِ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ في الضَّبُعِ كَبْشٌ‏.‏

رَوَاهُ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ الْغَزَالِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ وَسُفْيَانُ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ أنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَضَى في الْغَزَالِ بِعَنْزٍ وَفِى الأَرْنَبِ بِعَنَاقٍ وَفِى الْيَرْبُوعِ بِجَفْرَةٍ‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ الأَرْنَبِ

أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِى طَاهِرٍ الْعَنْبَرِىُّ أَخْبَرَنَا جَدِّى يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الإِسْمَاعِيلِىُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِى أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏:‏ أَنَّهُ قَضَى في الضَّبُعِ يُصِيبُهَا الْمُحْرِمُ بِكَبْشٍ وَفِى الظَّبْىِ بِشَاةٍ وَفِى الأَرْنَبِ بِعَنَاقٍ وَفِى الْيَرْبُوعِ بِجَفْرَةٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ زَيْدُ بْنُ أَبِى هَاشِمٍ الْعَلَوِىُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَارِ بِالْكُوفَةِ قَالاَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ دُحَيْمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَسْبَاطٍ عَنْ سِمَاكِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ‏:‏ إِنِّى قَتَلْتُ أَرْنَبًا وَأَنَا مُحْرِمٌ فَكَيْفَ تَرَى قَالَ‏:‏ هِىَ تَمْشِى عَلَى أَرْبَعٍ وَالْعَنَاقُ تَمْشِى عَلَى أَرْبَعٍ وَهِىَ تَأْكُلُ الشَّجَرَ وَالْعَنَاقُ تَأْكُلُ الشَّجَرَ وَهِىَ تَجْتَرُّ وَالْعَنَاقُ تَجْتَرُّ أَهْدِ مَكَانَهَا عَنَاقًا‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَارِزِىُّ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِى عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه‏:‏ أَنَّهُ قَضَى في الأَرْنَبِ بِحُلاَّنِ يَعْنِى إِذَا قَتَلَهُ الْمُحْرِمُ‏.‏ ‏{‏غ‏}‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الأَصْمَعِىُّ وَغَيْرُهُ‏:‏ قَوْلُهُ الْحُلاَّنُ يَعْنِى الْجَدْىَ‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ الْيَرْبُوعِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِى عُبَيْدٍ حَدَّثَنِى ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه‏:‏ أَنَّهُ قَضَى في الضَّبُعِ كَبْشًا وَفِى الظَّبْىِ شَاةً وَفِى الْيَرْبُوعِ جَفْرًا أَوْ جَفْرَةً‏.‏ ‏{‏غ‏}‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ‏:‏ الْجَفْرُ مِنْ أَوْلاَدِ الْمَعِزِ مَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَفُصِلَ عَنْ أُمِّهِ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِىِّ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ أَنَّهُ قَضَى في الْيَرْبُوعِ بِجَفْرٍ أَوْ جَفْرَةٍ‏.‏ وَبِإِسْنَادِهِ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا وَبِإِسْنَادِهِ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَكَمَ في الْيَرْبُوعِ بجَفْرٍ أَوْ جَفْرةٍ قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه مُرْسَلَتَانِ وَإِحْدَاهُمَا تُؤَكِّدُ الأُخْرَى‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ الثَّعْلَبِ

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ مَعِىَ حَكَمٌ حَكَمْتُ في الثَّعْلَبِ بِجَدْىٍ‏.‏

وَرُوِىَ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ في الثَّعْلَبِ شَاةٌ‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ الضَّبِّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُخَارِقٍ عَنْ طَارِقٍ‏:‏ أَنَّ أَرْبَدَ أَوْطَأَ ضَبًّا فَفَزَرَ ظَهْرَهُ فَأَتَى عُمَرَ رضي الله عنه فَسَأَلَهُ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ مَا تَرَى فَقَالَ‏:‏ جَدْيًا قَدْ جَمَعَ الْمَاءَ وَالشَّجَرَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ فَذَلِكَ فِيهِ‏.‏

باب‏:‏ فِدْيَةِ أُمِّ حُبَيْنٍ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِى السَّفَرِ‏:‏ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه قَضَى في أُمِّ حُبَيْنٍ بِحُلاَّنِ مِنَ الْغَنَمِ‏.‏

باب‏:‏ الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الصَّيْدَ الصَّغِيرَ وَالنَّاقِصَ وَالذَّكَرَ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏(‏فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ‏)‏‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ وَالْمِثْلُ مِثْلُ صِفَةِ مَا قَتَلَ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنْ قَتَلَ صَيْدًا أَعْوَرَ أَوْ مَنْقُوصًا فَدَاهُ بِأَعْوَرَ مِثْلَهُ أَوْ مَنْقُوصٍ وَوَافٍ أَحَبُّ إِلَىَّ وَإِنْ قَتَلَ صِغَارَ أَوْلاَدِ الصَّيْدِ فَدَاهُ بِصِغَارِ أَوْلاَدِ الْغَنَمِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ أَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى هَدْيِهِ جَمَلاً لأَبِى جَهْلٍ في أَنْفِهِ بُرَةُ فِضَّةٍ لِيَغِيظَ بِهِ الْمُشْرِكِينَ‏.‏

باب‏:‏ هَلْ لِمَنْ أَصَابَ الصَّيْدَ أَنْ يَفْدِيَهِ بِغَيْرِ النَّعَمِ

قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ في جَزَاءِ الصَّيْدِ ‏(‏هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا‏)‏‏.‏

قَالَ عَطَاءٌ‏:‏ أَيَّتُهُنَّ شَاءَ وَكُلُّ شَىْءٍ في الْقُرْآنِ أَوْ أَوْ فَلْيَخْتَرْ مِنْهُ صَاحِبُهُ مَا شَاءَ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ في قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏(‏فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ‏)‏ لَهُ أَيَّتُهُنَّ شَاءَ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ‏:‏ كُلُّ شَىْءٍ في الْقُرْآنِ أَوْ أَوْ لَهُ أَيُّهُ شَاءَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ إِلاَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏(‏إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏)‏ فَلَيْسَ بِمُخَيَّرٍ فِيهَا‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ كَمَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُ في الْمُحَارِبِ وَغَيْرِهِ في هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَقُولُ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ‏:‏ إِنْ شِئْتَ فَانْسُكْ نَسِيكَةً وَإِنْ شِئْتَ فَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَإِنْ شِئْتَ فَأَطْعِمْ ثَلاَثَةَ آصُعٍ سِتَّةَ مَسَاكِينَ‏.‏

باب‏:‏ تَعْدِيلِ صِيَامِ يَوْمٍ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ

وَذَلِكَ مُدٌّ بِمُدِّ النبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ‏.‏

اسْتِدْلاَلاً بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِىُّ بِمَرْوٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلاَلٍ الْبُوزَنْجَرْدِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ‏:‏ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنِى الزُّهْرِىُّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَجُلٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ‏:‏ وَيْحَكَ وَمَا ذَاكَ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِى في يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ‏:‏ أَعْتِقْ رَقَبَةً‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَجِدُهَا قَالَ‏:‏ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَسْتَطِيعُ قَالَ‏:‏ أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَجِدُ قَالَ فَأُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا قَالَ‏:‏ خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ عَلَى أَفْقَرَ مِنْ أَهْلِى فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لاَبَتَىِ الْمَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنْ أَهْلِى قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ فَقَالَ‏:‏ خُذْهُ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَأَطْعِمْ أَهْلَكَ‏.‏ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ وَمَسْرُورُ بْنُ صَدَقَةَ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ‏.‏ وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَمْرٍو وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَمْرٍو‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَدِيبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِىُّ أَخْبَرَنِى الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنِى ابْنُ شِهَابٍ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ وَأَخْبَرَنِى أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَاسِبُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هِقْلٌ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ قَالَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى حَسَّانَ حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنِى الزُّهْرِىُّ وَهَذَا حَدِيثُ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ‏:‏ وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِى في رَمَضَانَ قَالَ‏:‏ أَعْتِقْ رَقَبَةً‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَجِدُهَا قَالَ‏:‏ صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ‏.‏ قَالَ‏:‏ لاَ أَسْتَطِيعُ قَالَ‏:‏ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَجِدُ فَأُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فَقَالَ‏:‏ خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ‏.‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَى غَيْرِ أَهْلِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا بَيْنَ طُنُبَىِ الْمَدِينَةِ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ مَا بَيْنَ لاَبَتَىِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَحْوَجُ مِنِّى فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَسْنَانُهُ ثُمَّ قَالَ‏:‏ خُذْهُ وَاسْتَغْفِرِ رَبَّكَ‏.‏ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ فَأُتِىَ بِمِكْتَلٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا‏.‏ قَالَ الإِسْمَاعِيلِىُّ لَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ غَيْرَ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَقَالَ الْهِقْلُ‏:‏ بِعَرَقٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا‏.‏ قَالَ دُحَيْمٌ‏:‏ وَيْحَكَ وَمَا ذَاكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِى في يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَأُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ عَنِ ابْنِ مُقَاتِلٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ إِلَى قَوْلِهِ مَا بَيْنَ طُنُبَىِ الْمَدِينَةِ لَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ عَدَلَ صِيَامَ يَوْمٍ بِمُدَّيْنِ مِنْ طَعَامٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ‏:‏ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ زَكَرِيَّا الضَّبِّىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْن عَبَّاسِ في قَوْلِهِ ‏(‏فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ‏)‏ قَالَ إِذَا أَصَابَ الْمُحْرِمُ الصَّيْدَ يُحْكَمُ عَلَيْهِ جَزَاؤُهُ فَإِن كَانَ عِنْدَهُ جَزَاؤُهُ ذَبَحَهُ وَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ جَزَاؤُهُ قُوِّمَ جَزَاؤُهُ دَرَاهِمَ ثُمَّ قُوِّمَتِ الدَّرَاهِمُ طَعَامًا فَصَامَ مَكَانَ كُلِّ نِصْفِ صَاعٍ يَوْمًا وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِالطَّعَامِ الصِّيَامُ أَنَّهُ إِذَا وَجَدَ الطَّعَامَ وَجَدَ جَزَاءَهُ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْفَتْحِ وَأَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْفَتْحِ الْعُمَرِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى شُرَيْحٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ مِقْسَمًا في الَّذِى يُصِيبُ الصَّيْدَ لاَ يَكُونُ عِنْدَهُ جَزَاؤُهُ قَالَ‏:‏ يُقَوَّمُ الصَّيْدُ دَرَاهِمَ وَتُقَوَّمُ الدَّرَاهِمُ طَعَامًا فَيَصُومُ لِكُلِ نِصْفِ صَاعٍ يَوْمًا‏.‏ قَالَ شُعْبَةُ وَقَالَ لي أَبَانُ وَأَبُو مَرْيَمَ إِنَّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِى أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ كَذَا في رِوَايَةِ شُعْبَةَ تَقْوِيمُ الصَّيْدَ وَفِى رِوَايَةِ مَنْصُورٍ يُقَوَّمُ الْجَزَاءُ وَمَنْصُورٌ أْحَسَنُهُمَا سِيَاقَةً لِلْحَدِيثِ‏.‏

وَقَدْ رُوِىَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّهُ عَدَلَ في الْجَزَاءِ إِذَا كَانَتْ شَاةً صِيَامَ يَوْمٍ بِإِطْعَامِ مِسْكِينَيْنِ فَإِذَا كَانَتْ بَدَنَةً أَوْ بَقَرَةً صِيَامَ يَوْمٍ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ وَاحِدٍ وَقَالَ مُدٌّ مُدٌّ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عُبْدُوسٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ إِذَا قَتَلَ الْمُحْرِمُ شَيْئًا مِنَ الصَّيْدِ حُكِمَ عَلَيْهِ فِيهِ فَإِنْ قَتَلَ ظَبْيًا أَوْ نَحْوَهُ فَعَلَيْهِ شَاةٌ تُذْبَحُ بِمَكَّةَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَإِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَإِنْ قَتَلَ إِيلاً أَوْ نَحْوَهُ فَعَلَيْهِ بَقَرَةٌ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَطْعَمَ عِشْرِينَ مِسْكِينًا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَامَ عِشْرِينَ يَوْمًا وَإِنْ قَتَلَ نَعَامَةً أَوْ حِمَارَ وَحْشٍ أَوْ نَحْوَهُ فَعَلَيْهِ بَدَنَةٌ مِنَ الإِبِلِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْهُ أَطْعَمَ ثَلاَثِينَ مِسْكِينًا فَإِن لَمْ يَجِدْ صَامَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا وَالطَّعَامُ مُدٌّ مُدٌّ شِبْعُهُمْ‏.‏ وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ وَمَا قَبْلَهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ عَلَى التَّرْتِيبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ أَيْنَ هَدْىُ الصَّيْدِ وَغَيْرُهُ

قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏(‏هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ‏)‏‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِىُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِىُّ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُكْتِبُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ‏:‏ الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ قَالَ وَقَالَ مُجَاهِدٌ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى قَمْلَةً سَقَطَتْ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ‏:‏ أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ‏.‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ فَأَمَرَهُ أَنْ يَحْلِقَ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يَحِلُّونَ بِهَا وَهُمْ عَلَى طَمَعٍ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏(‏فِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ‏)‏ فَرَقٌ بَيْنَ سِتَّةَ مَسَاكِينَ أَوْ نُسُكٌ شَاةٌ وَالنُّسُكُ بِمَكَّةَ‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شِبْلٍ دُونَ قَوْلِهِ وَالنُّسُكُ بِمَكَّةَ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِى سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ‏:‏ سَأَلَ مَرْوَانُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَنَحْنُ بِوَادِى الأَزْرَقِ أَرَأَيْتَ مَا أَصَبْنَا مِنَ الصَّيْدِ لاَ نَجِدُ لَهُ بَدَلاً مِنَ النَّعَمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَنْظُرَ مَا ثَمَنُهُ فَتَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَى مَسَاكِينِ أَهْلِ مَكَّةَ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ ‏(‏فَجَزَاءٌ مِثْلَ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ‏)‏ إِلَى ‏(‏هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ‏)‏ قَالَ‏:‏ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَصَابَهُ في حَرَمٍ يُرِيدُ الْبَيْتَ كَفَّارَةُ ذَلِكَ عِنْدَ الْبَيْتِ‏.‏

باب‏:‏ مَا يَأْكُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الصَّيْدِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ في آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِىِّ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِىِّ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا فَأَخَذَ رُمْحَهُ فَشَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم وَأَبَى بَعْضُهُمْ فَلَمَّا أَدْرَكُوا النبي صلى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا هِىَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى‏:‏ هَارُونُ بْنُ مُوسَى الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ فَذَكَرَهُ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى أُوَيْسٍ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالِكٍ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَقُتَيْبَةَ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ في آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ في الْحِمَارِ الْوَحْشِىِّ مِثْلُ حَدِيثِ أَبِى النَّضْرِ إِلاَّ أَنَّ في حَدِيثِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَىْءٌ‏.‏ أَخْرَجَاهُ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ‏:‏ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْقَاحَةِ وَمِنَّا الْمُحْرِمُ وَغَيْرُ الْمُحْرِمِ إِذْ بَصُرْتُ بِأَصْحَابِى يَتَرَاءَوْنَ شَيْئًا فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِحِمَارِ وَحْشٍ فَأَسْرَجْتُ فَرَسِى وَرَكِبْتُ فَأَخَذْتُ رُمْحِى فَسَقَطَتْ سَوْطِى فَقُلْتُ لأَصْحَابِى‏:‏ نَاوِلُونِى وَكَانُوا مُحْرِمِينَ فَقَالُوا‏:‏ لاَ وَاللَّهِ لاَ نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَىْءٍ فَتَنَاوَلْتُ سَوْطِى ثُمَّ أَتَيْتُ الْحِمَارَ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ وَرَاءَ أَكَمَةٍ فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِى فَعَقَرْتُهُ فَأَتَيْتُ بِهِ أَصْحَابِى فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ كُلُوهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ لاَ تَأْكُلُوهُ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَامَنَا فَحَرَّكْتُ فَرَسِى فَأَدْرَكْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ‏:‏ هُوَ حَلاَلٌ فَكُلُوهُ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَحْرَمَ أَصْحَابِى وَلَمْ أُحْرِمْ فَانْطَلَقَ النبي صلى الله عليه وسلم وَكُنْتُ مَعَ أَصْحَابِى فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَضْحَكُ إِلَى بَعْضٍ فَنَظَرْتُ فَإِذَا حِمَارَ وَحْشٍ فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ فَاسْتَعَنْتُ بِهِمْ فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِى فَأَكَلْنَا مِنْهُ وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ يَعْنِى فَانْطَلَقَتُ أَرْفَعُ فَرَسِى فَأَطْلُبُ النبي صلى الله عليه وسلم فَلَقِيتُ رَجُلاً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ غِفَارٍ فَقُلْتُ أَيْنَ تَرَكْتَ النبي صلى الله عليه وسلم ‏؟‏ قَالَ بِالسُّقْيَا يَعْنِى فَلَحِقْتُ بِهِ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَصْحَابَكَ يُقْرِئُونَ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَقَدْ خَشُوا أَنْ يُقْتَطَعُوا دُونَكَ فَانْتَظِرْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ حِمَارَ وَحْشٍ وَمَعِى مِنْهُ فَاضِلَةٌ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم لِلْقَوْمِ‏:‏ كُلُوا‏.‏ وَهُمْ مُحْرِمُونَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ هِشَامٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هِشَامٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُثْمَانَ‏:‏ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَخْبَرَنَاهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ كُنْتُ يَوْمًا جَالِسًا مَعَ رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم فِى مَنْزِلٍ في طَرِيقِ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَازِلٌ أَمَامَنَا وَالْقَوْمُ مُحْرِمُونَ وَأَنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ قَالَ فَأَبْصَرَ الْقَوْمُ حِمَارًا وَحْشِيًّا وَأَنَا مَشْغُولٌ أَخْصِفُ نَعْلِى فَلَمْ يُؤْذِنُونِى بِهِ فَالْتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ فَقُمْتُ إِلَى فَرَسِى فَأَسْرَجْتُهُ ثُمَّ رَكِبْتُهُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ فَقُلْتُ لَهُمْ‏:‏ نَاوِلُونِى السَّوْطَ وَالرُّمْحَ فَقَالُوا‏:‏ لاَ نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَىْءٍ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُمَا وَرَكِبْتُ فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهُ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ أَجُرُّهُ قَدْ مَاتَ فَوَقَعُوا فِيهِ يَأْكُلُونَهُ ثُمَّ إِنَّهُمْ شَكُّوا في أَكْلِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ حُرُمٌ فَرُحْنَا وَخَبَأْتُ الْعَضُدَ مَعِىَ فَأَدْرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ‏:‏ مَعَكُمْ مِنْهُ شَىْءٌ‏.‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ فَنَاوَلْتُهُ الْعَضُدَ فَأَكَلَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ حَتَّى تَعَرَّقَهَا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِى حَازِمٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِىُّ الْعَدْلُ وَأَبُو زَكَرِيَّا‏:‏ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ عَلِىٌّ حَدَّثَنَا وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِى ابْنَ عُثْمَانَ التَّيْمِىَّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه في طَرِيقِ مَكَّةَ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ فَأَهْدُوا لَنَا لَحْمَ صَيْدٍ وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ فَمِنَّا مَنْ أَكَلَ وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ فَلَمْ يَأْكُلْ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ لِلَّذِينَ أَكَلُوا أَصَبْتُمْ وَقَالَ لِلَّذِينَ لَمْ يَأْكُلُوا أَخْطَأْتُمْ فَإِنَّا قَدْ أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ حُرُمٌ‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَهْزٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَهُوَ يُرِيدُ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانَ في بَعْضِ وَادِى الرَّوْحَاءِ وَجَدَ النَّاسُ حِمَارَ وَحْشٍ عَقِيرًا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ ذَرُوهُ حَتَّى يَأْتِىَ صَاحِبُهُ‏.‏ فَأَتَى الْبَهْزِىُّ وَكَانَ صَاحِبَهُ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَأْنَكُمْ بِهَذَا الْحِمَارِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَسَمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ قَالَ ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالأَبْوَاءِ فَإِذَا ظَبْىٌ حَاقِفٌ في ظِلِّ شَجَرَةٍ وَفِيهِ سَهْمٌ فَأَمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يُقِيمُ عِنْدَهُ حَتَّى يُجِيزَ النَّاسُ عَنْهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ السُّوسِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِىُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِىُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتَوَائِىِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ سَأَلَنِى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ لَحْمٍ اصْطِيدَ لِغَيْرِهِمْ أَيَأْكُلُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَأَفْتَيْتُهُ أَنْ يَأْكُلَهُ فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ‏:‏ بِمَا أَفْتَيْتَ قُلْتُ‏:‏ أَمَرْتُهُ أَنْ يَأْكُلَهُ قَالَ لَوْ أَفْتَيْتَهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ لَعَلَوْتُ رَأْسَكَ بِالدِّرَّةِ قَالَ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ إِنَّمَا نُهِيتَ أَنْ تَصْطَادَهُ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُولُ‏:‏ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ لَحْمِ الصَّيْدِ يُهْدِيهِ الْحَلاَلُ لِلْحَرَامِ قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَأْكُلُهُ قُلْتُ‏:‏ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ نَفْسِكَ أَتَأْكُلُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه خَيْرًا مِنِّى‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْن شِهَابِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ‏:‏ أَنَّهُ مَرَّ بِهِ قَوْمٌ مُحْرِمُونَ بِالرَّبَذَةِ فَاسْتَفْتُوهُ في لَحْمِ صَيْدٍ وَجَدَهُ أُنَاسٌ أَحِلَّةٌ أَيَأْكُلُوهُ فَأَفْتَاهُمْ بِأَكْلِهِ قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ‏:‏ بِمَا أَفْتَيْتَهُمْ قَالَ قُلْتُ‏:‏ أَفْتَيْتُهُمْ بِأَكْلِهِ قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ لَوْ أَفْتَيْتَهُمْ بِغَيْرِ ذَلِكَ لأَوْجَعْتُكَ‏.‏ وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ‏:‏ أَنَّ كَعْبَ الأَحْبَارِ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ في رَكْبٍ مُحْرِمِينَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَجَدُوا لَحْمَ صَيْدٍ فَأَفْتَاهُمْ كَعْبٌ بِأَكْلِهِ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ‏:‏ مَنْ أَفْتَاكُمْ بِهَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ كَعْبٌ قَالَ‏:‏ فَإِنِّى قَدْ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا‏.‏ وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رضي الله عنه كَانَ يَتَزَوَّدُ صَفِيفَ الظِّبَاءِ في الإِحْرَامِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْجُلاَبَاذِىُّ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَتَكِىُّ حَدَّثَنَا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ‏:‏ كُنَّا نَأْكُلُ لَحْمَ الصَّيْدِ وَنَتَزَوَّدُهُ وَنَأْكُلُهُ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِى حَنِيفَةَ بِمَعْنَاهُ‏.‏

باب‏:‏ مَا لاَ يَأْكُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الصَّيْدِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَخَرَجْنَا مَعَهُ فَصَرَفَ طَائِفَةً مِنْهُمْ وَأَنَا مَعَهُمْ قَالَ خُذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ حَتَّى تَلْقَوْنِى فَأَخَذْنَا سَاحِلَ الْبَحْرِ فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قِبَلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْرَمُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ أَبِى قَتَادَةَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَأَيْنَا حُمُرَ وَحْشٍ فَعَقَرْتُ مِنْهَا أَتَانًا فَنَزَلُوا فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهَا فَقَالُوا‏:‏ نَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدٍ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ فَحَمَلُوا مَا بَقِىَ مِنْ لَحْمِهَا حَتَّى أَتَوُا النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا‏:‏ إِنَّا كُنَّا قَدْ أَحْرَمْنَا وَكَانَ أَبُو قَتَادَةَ لَمْ يُحْرِمْ فَرَأَيْنَا حُمُرَ وَحْشٍ فَعَقَرَ مِنْهَا أَتَانًا فَنَزَلْنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا ثُمَّ حَمَلْنَا مَا بَقِىَ مِنْ لَحْمِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا أَوْ أَشَارَ إِلَيْهَا‏؟‏‏.‏ فَقَالُوا‏:‏ لاَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَكُلُوا مَا بَقِىَ مِنْ لَحْمِهَا‏.‏ لَفْظُ حَدِيثِ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ وَلَيْسَ في حَدِيثِ الْمُقْرِئِ أَوْ مُعْتَمِرًا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِى عَوَانَةَ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِى كَامِلٍ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِى جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو قَتَادَةَ في نَفَرٍ مُحْرِمِينَ وَأَبُو قَتَادَةَ مُحِلٌّ فَأَبْصَرَ الْقَوْمُ حِمَارَ وَحْشٍ فَلَمْ يُؤْذِنُوهُ حَتَّى أَبْصَرَهُ أَبُو قَتَادَةَ فَاخْتَلَسَ مِنْ بَعْضِهِمْ سَوْطًا ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْحِمَارِ فَصَرَعَهُ فَأَتَاهُمْ بِهِ فَأَكَلُوا وَحَمَلُوا فَلَقُوا النبي صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ فَقَالَ‏:‏ هَلْ أَشَارَ إِلَيْهِ إِنْسَانٌ مِنْكُمْ أَوْ أَمَرَهُ بِشَىْءٍ‏؟‏‏.‏ قَالُوا‏:‏ لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ‏:‏ فَكُلُوا‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى شَيْبَةَ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِىُّ الْفَقِيهُ قَالاَ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَحْرَمَ أَصْحَابِى وَلَمْ أُحْرِمْ فَرَأَيْتُ حِمَارًا فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَاصْطَدْتُهُ فَذَكَرْتُ شَأْنَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرْتُ أَنِّى لَمْ أَكُنْ أَحْرَمْتُ وأَنِّى إِنَّمَا اصْطَدْتُهُ لَكَ فَأَمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حِينَ أَخْبَرْتُهُ أَنِّى اصْطَدْتُهُ لَهُ قَالَ عَلِىٌّ قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ قَوْلَهُ‏:‏ اصْطَدْتُهُ لَكَ وَقَوْلُهُ‏:‏ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ في هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَعْمَرٍ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِمَا رُوِىَ عَنْ عُثْمَانَ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّيْخِ الأَصْبَهَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ هَذِهِ لَفْظَةٌ غَرِيبَةٌ لَمْ نَكْتُبْهَا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ‏.‏

وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِى حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ في هَذَا الْحَدِيثِ‏:‏ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أَكَلَ مِنْهَا وَتِلْكَ الرِّوَايَةُ أَوْدَعَهَا صَاحِبَا الصَّحِيحِ كِتَابَيْهِمَا دُونَ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ وَإِنْ كَانَ الإِسْنَادَانِ صَحِيحَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِىُّ أَنَّ عَمْرًا مَوْلَى الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُمَا عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن حَنْطَبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ‏:‏ لَحْمُ صَيْدِ الْبَرِّ لَكُمْ حَلاَلٌ وَأَنْتُم حُرُمٌ مَا لَمْ تَصِيدُوهُ أَوْ يُصَادَ لَكُمْ‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا جَدِّى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏صَيْدُ الْبَرِّ لَكُمْ حَلاَلٌ مَا لَمْ تَصِيدُوهُ أَوْ يُصَادُ لَكُمْ‏.‏ فَهَؤُلاَءِ ثَلاَثَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ أَقَامُوا إِسْنَادَهُ عَنْ عَمْرٍووَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّافِعِىُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرٍو وَعَنِ الثِّقَةِ عِنْدَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ عَنْ عَمْرٍو وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِى دَاوُدَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَمْرٍو

وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيز بْنُ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيز بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِىُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِى سَلِمَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ في آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ فَذَكَرَهُ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ قَالَ الشَّافِعِىُّ‏:‏ ابْنُ أَبِى يَحْيَى أَحْفَظُ مِنَ الدَّرَاوَرْدِىِّ وَسُلَيْمَانُ مَعَ ابْنِ أَبِى يَحْيَى قَالَ الشَّيْخُ وَكَذَلِكَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ وَهُمَا مَعَ سُلَيْمَانَ مِنَ الأَثْبَاتِ‏.‏ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه بِالْعَرْجِ في يَوْمٍ صَائِفٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَقَدْ غَطَّى وَجْهَهُ بِقَطِيفَةِ أُرْجُوَانٍ ثُمَّ أُتِىَ بِلَحْمِ صَيْدٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ‏:‏ كُلُوا قَالُوا‏:‏ أَلاَ تَأْكُلُ أَنْتَ قَالَ‏:‏ إِنِّى لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنَّمَا صِيدَ مِنْ أَجْلِى‏.‏ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّهُ اعْتَمَرَ مَعَ عُثْمَانَ رضي الله عنه في رَكْبٍ فَأُهْدِىَ لَهُ طَائِرٌ فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهِ وَأَبِى أَنْ يَأْكُلَ فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ‏:‏ أَنَأْكُلُ مِمَّا لَسْتَ مِنْهُ آكِلاً فَقَالَ‏:‏ إِنِّى لَسْتُ في ذَاكُمْ مِثْلُكُمْ إِنَّمَا اصْطِيدَ لي وَأُمِيتَ بِاسْمِى‏.‏